Quantcast
Channel: المجلة »تويتر
Viewing all articles
Browse latest Browse all 26

معهد واشنطن: «داعش» يحصل على لقب «الأسوأ» لدى المغردين في السعودية

$
0
0

161615058

تمكن فريق عمل مختص في أمن الإنترنت تابع لشركة Recorded Future (وهي شركة أميركية، مقرها سمرفيل، ماساتشوستس، متخصصة في أمن المعلومات والهجمات الإلكترونية على شبكة الإنترنت) من تحديد أكثر من 60 ألف حساب عبر «تويتر» لمناصري تنظيم «داعش» الإرهابي وذلك في سبتمبر (أيلول) 2014.
وتؤكد هذه الأرقام للفترة ذاتها، دراسة أعدها معهد «بروكنجز» وهو مؤسسة فكرية أميركية مقرها العاصمة واشنطن.
لكنّ المفاجأة أن دراسة «بروكنجز» أشارت إلى أن غالبية الحسابات المؤيدة لـ«داعش» تنشط من داخل السعودية، بوجود أكثر من 866 حسابًا تعمل من داخل السعودية، بينما يوجد في سوريا 507 حسابات فقط، تليها العراق بواقع 453 حسابًا، ثم الولايات المتحدة بـ404 حسابات تدعم «داعش»، ومصر التي يوجد فيها 326 حسابًا.
مجددًا يعود الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي للواجهة باعتباره المنصة التي يطلّ منها المتشددون لنشر سمومهم، أو تجنيد مؤيديهم، أو تنظيم صفوفهم، أو ممارسة الدعاية الترويجية لأفكارهم، وينقل وزير الثقافة الجزائري عزّ الدين ميهوبي، عن أحد قادة التطرف قوله إن «نصف المعركة تدور في فضاء الإنترنت»، وأصبحت وسائل التواصل الإلكتروني تحت مرمى النقد، ليس عربيًا، بل عالمي ومن قبل دول ومنظومات حديثة ومتطورة، قائمة على الليبرالية.
في بريطانيا، يرى وزير الخارجية، فيليب هاموند، أن المعركة مع التطرف هي «معركة أفكار»، مشيرًا إلى أن آيديولوجية التطرف «تستغل قوة الإنترنت لنشر رسالتها في أنحاء العالم بطريقة لم تكن متوفرة لأي حركة متطرفة سابقة».
الصين ضيقت الخناق على استخدام الإنترنت، وممثل بكين لدى مجلس الأمن قال إنه «يجب قطع قنوات الإنترنت التي يستخدمها المتطرفون».
في حين تبنى الاتحاد الأوروبي الاستعانة بمتخصصين في شبكة الإنترنت لمحاربة المتطرفين والمتشددين الإسلاميين الذي يعتمدون كثيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي للدعاية والترويج لأفكارهم. ويرى المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف، في تصريح، إن أعداد المتطرفين الأوروبيين الذين يقاتلون في سوريا والعراق بلغ في العام 2014 «3 آلاف» بعد أن كانوا في منتصف 2013 نحو 2000 مقاتل.
وهناك قلق في أوروبا من أن أشد التنظيمات الإرهابية وحشية وتطرفًا «داعش» يتمكن فعليًا من تجنيد فتيات أوروبيات في سن المراهقة للالتحاق بالتنظيم في سوريا والعراق. ويقول خبير ألماني في قضايا التطرف: «إنهم يستخدمون مجموعات ومنتديات صغيرة للوصول إلى البنات الأوروبيات ويحاولون إقناعهن بأن يصبحن جزءًا من مجتمع النخبة و(الدولة الإسلامية الجديدة)».

السعوديون الأعلى استخدامًا للإنترنت

يمثل السعوديون الشريحة الأكثر نشاطًا على شبكات التواصل الاجتماعية، وخصوصا «تويتر» حيث تذكر دراسة أعدها موقع «بيزنس إنسايدر» أنهم يمثلون نحو 41 في المائة من المستخدمين النشطين في هذه المدونة من بين سكان العالم. وهم يتفوقون حتى على الولايات المتحدة التي بلغت نسبة مستخدمي «تويتر» من مجموع مستخدمي الإنترنت فيها 23 في المائة فقط، وكذلك الصين التي لا يغرد فيها سوى 19 في المائة من مستخدمي الإنترنت. وبحسب هذه الدراسة فإن السعودية تتصدر دول العالم في عدد الأشخاص الذين يستخدمون «تويتر» نسبة إلى السكان حيث يبلغ عددهم 4.8 مليون.
ولذلك فإن مساحة الدعاية المتنامية لـ«داعش» في السعودية، تخضع إلى مبررات كثيرة، أبرزها أن السعوديين يحتلون المركز الأول عربيًا في حجم التفاعل عبر الشبكة العنكبوتية. ففي منتصف يونيو (حزيران) 2015، كشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية عن وجود نحو 51.8 مليون اشتراك في خدمات الاتصالات المحمولة بالسعودية خلال فترة الربع الأول من العام 2015 الحالي، من بينها 31.8 مليون اشتراك في خدمات النطاق العريض، ونحو 20 مليون مستخدم للإنترنت، (قدر عدد المستخدمين مع نهاية 2014 بنحو 19.6 مليون مستخدم، مقابل 16 مليون مستخدم فقط في نهاية 2013.(
وقدرت الهيئة، نسبة انتشار الاشتراكات في خدمات الاتصالات المحمولة بما يوازي 167.7 في المائة من إجمالي عدد السكان في السعودية، فيما بلغت نسبة انتشار خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات على مستوى السكان ما يقرب من 102 في المائة. وتسبب الانتشار المتزايد لأجهزة الهواتف الذكية وتطبيقاتها إلى ارتفاع عدد مستخدمي الاتصالات والإنترنت بشكل كبير في السعودية خلال السنوات الأخيرة.
كذلك، يُعتبر السعوديون من أكثر المجتمعات تفاعلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففي ندوة بمدينة الخبر (شرقي السعودية) في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، أوضح بنجامين أمبين، مدير المبيعات في شركة «تويتر» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن السعودية تشهد نموًا متزايدًا في نسبة عدد المستخدمين لشبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ بلغ عدد التغريدات التي تصدر من السعودية يوميًا 500 ألف تغريدة، لافتًا إلى أن نحو 80 في المائة من مستخدمي «تويتر» يغردون عبر هواتفهم الجوالة، كما أن 90 في المائة يشاهدون الفيديو على هواتفهم الجوالة أيضًا.
وكشف عرض إحصائي صممته «أرامكو السعودية» أن الفرد في السعودية احتل المرتبة السابعة عالميا بالنسبة إلى عدد الحسابات في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، بمعدل 7 حسابات للفرد، ثلاث منها نشطة. كما أظهر أن 26 في المائة من المراهقين في السعودية يستخدمون «سناب شات»، وهي نسبة وضعت السعودية في المرتبة الثامنة عالميا بالنسبة لعدد المراهقين الذين يستخدمون «سناب شات». كما احتلت السعودية المرتبة الـ14 عالميا بالنسبة إلى عدد مستخدمي «واتساب» على الهاتف الجوال، وذلك بنسبة بلغت 56 في المائة، من إجمالي مستخدمي الهاتف الجوال.

خلال النصف الثاني من هذا العام اختبر السعوديون قوتهم على شبكة الإنترنت، وخصوصًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت هذه المرّة موجهة ضد «داعش»، وليست في صفه.
فقد شنّ شبان سعوديون حملة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمجابهة تنظيم داعش، والتنديد بأعماله، وكشف زيف أفكاره، مع دعوات لإغلاق الحسابات المتعاطفة معه على موقع «تويتر».
وظهر خلال تلك الفترة وسم «#ماذا_تعلمت_من_داعش»، وكذلك وسم آخر هو: «#قبل_ان_تفجر_نفسك»، ولقيا إقبالاً واسعًا. ويعمد هذان الوسمان إلى رص الصفوف نحو نقد الفكر المتطرف الذي يؤمن به «داعش»، وتفكيك البنية الفكرية المتزمتة التي تقوم عليها.
بل إن التأييد المفترض لـ«داعش» بين السعوديين تراجع كثيرًا بعد موجة التفجيرات الإرهابية التي تبنتها «داعش» في السعودية، واستهدف السلم الاجتماعي وضرب الوحدة الوطنية، ابتداءً بتفجير حسينية في قرية الدالوة بالأحساء في يوم العاشر من محرم 1436 (نوفمبر 2014)، وأدت لمقتل وإصابة 15 شخصًا. تلاها تفجير مسجد الإمام علي في القديح (محافظة القطيف) في 22 مايو (أيار) 2015، وأدى لاستشهاد 22 شخصًا وإصابة 102 آخرين. تلاه تفجير مسجد الإمام الحسين في حي العنود بالدمام في 29 مايو (أيار) 2015 وأدى لاستشهاد 4 أشخاص كانوا يحمون المصلين. وقيام إرهابي بتفجير نفسه في مسجد الطوارئ في عسير، جنوب غربي السعودية، وأدى لاستشهاد 15 شخصًا في 6 أغسطس (آب) 2015، وكان آخرها الاعتداء على مسجد الكوثر بسيهات في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، الذي أدى لمقتل خمسة أشخاص وجرح 9 آخرين.
وقام ناشطون سعوديون بحملة مضادة من أجل إيقاف وتجميد الحسابات المتعاطفة مع «داعش»، أو تلك المحسوبة عليه. ونُسب إلى رئيس حملة «السكينة»، المعنية بمناصحة المتطرفين، عبد المنعم المشوح، قوله إن «تويتر» كان الأول في مساعدة السعوديين المنضمين لـ«داعش».
بل إن استطلاعًا أجراه «معهد واشنطن» ومنتدى «فكرة» السياسي الأميركي، أظهر نتائج مفاجئة للأميركيين بكل المقاييس، وفقًا لخبير في معهد واشنطن، إذ حصل تنظيم «داعش» على لقب «الأسوأ» لدى السعوديين، حيث ينظر 78 في المائة من السعوديين إلى التنظيم نظرة «سلبية جدًا».
في هذا السياق، تحدث الكاتب والأستاذ والأكاديمي السعودي الدكتور حسن النعمي، لـ«المجلة» بالقول: «لا أحد يستطيع الجزم بتعاطف السعوديين مع (داعش) من حيث العموم، لكن ما من شك أن هناك فئة جاهزة ومهيأة لقبول أي تطوف، سواء كان دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا».
يضيف النعمي: «قضية التعاطف مسألة نسبية، وحلها بالمكاشفة وطرح الموضوع في المنابر والإعلام».
وهو يرى أن «وزارة التعليم مسؤولة عن توجيه النشء للقيم الوطنية التي تجمع الجميع، والتخلي عن الخطاب الديني الأوحد في مناهجها».
وفي تحليله لأسباب هذا التعاطف، قال النعمي: «اللجوء للتعبير عن تعاطف بعض السعوديين مرده انسداد أفق التعبير في القنوات الواقعية، ومرده وجود خطاب غير مقنع في الخطاب اليومي الواقعي».

مهارات تقنية

ويضيف: «السؤال لماذا نرفض (داعش)؟ والجواب: لأنه إرهابي! لكننا لا نواصل السؤال لماذا هو إرهابي؟ هذا هو السؤال الذي يتحاشى الجميع الإجابة عنه. والبديل أن وسائل الإعلام العالمية ترمي التهمة على خطابنا الديني والتعليمي. ولا أقول إن علينا أن نسلم بذلك، بل علينا أخذ الموضوع بجدية وأن ننظر بعيون الآخرين لمشكلاتنا، لعلنا نجد الحل».
ومضى قائلاً: «شبابنا الذين يتعاطفون مع (داعش)، يوجد قبلهم شيوخ يساندون (داعش) وهم أولى بأن يوجه السؤال لهم، ماذا وجدتم في (داعش) ولم تجدوا في بلدكم؟ أم الأمر مجرد مزايدات والبحث عن مكاسب وهمية؟!».
لكن الوجود المتنامي لـ«داعش» داخل الشبكة العنكبوتية، يبرز مهارة تقنية لدى الإرهابيين المنتمين لها، ويبرز كذلك أن هذا التنظيم يجيد استخدام وسائل التواصل وتوظيف المالتيميديا في الدعاية لنفسه. يقول الدكتور عايد المناع، الكاتب والمحلل الكويتي لـ«المجلة»، مجيبًا عن سؤال عن أسباب تمدد «داعش» داخل الفضاء الإلكتروني؟ بالقول: «أعتقد أن هذه هي الوسيلة المتاحة لها لتجنيد الشباب العربي والمسلم في صفوفها ولو لم يكن لـ(داعش) كفاءات بشرية تجيد التعامل مع التكنولوجيا، ولو لم يكن لديها فقهاء قادرون على الإقناع بأفكار التنظيم والاستعداد للتضحية في سبيل مبادئه لما تدفق المئات وآلاف من الشباب المسلمين للانضمام إلى تنظيم يحاربه العالم».
لكن لماذا يرتفع تأييدها بين السعوديين والخليجيين؟ يجيب المنّاع: «باعتقادي لأن مناهج الدراسة وخطب المساجد وبرامج الإذاعة والتلفزيون والصحف تغذي الجانب الديني، فيأتي المتشددون ويغذون روح الجهاد ضد الكفر، ثم يضيفون حكومات المسلمين إلى قائمة المستهدفين، لأن هذه الحكومات تعطل سنام الإسلام (الجهاد)» على حدِّ قوله.
يرى المنّاع أسبابًا أخرى تستغله التنظيمات الإرهابية وتعزف على نغمته، قائلاً: «لأن تكافؤ الفرص غير متحقق، ولأنه ليس هناك متنفسات كثيرة للشباب مثل الحريات الفردية والفكرية، ولأن التنظيمات السياسية غير مصرح لها رسميًا، ولأن التعددية الفكرية غير متاحة، كل هذه وغيرها وبالذات حالة الفراغ، فإن قوى التطرّف ترسم صورًا خيالية لمستقبل مثالي إذا ما هم تمردوا على حكوماتهم وحاربوا لإقامة دولة الخلافة الراشدة».

تقرير أميركي
دعاية «داعش» الإلكترونية.. باقية وتتمدد

أصدر معهد «بروكنجز»، وهو مؤسسة فكرية أميركية مقرها العاصمة واشنطن، تقرير في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، بعنوان: «باقية وتتمدد: مواجهة شبكات الدعاية الخاصة بـ(داعش)»، وأعده ألبرتو فرنانديز، وهو نائب معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط وعضو مجلس إدارة في Center for Cyber and Homeland Security في جامعة جورج واشنطن، وسبق أن عمل 32 عامًا في وزارة الخارجية الأميركية بصفة مستشار وزير، كما عمل سفيرًا لدى كثير من الدول بينها دول عربية. فيما يلي بعض المقتطفات منه، خصوصًا ما يتعلق بتوظيف الجماعات الإرهابية للإعلام وخصوصًا عبر شبكة الإنترنت.

* تجنيد
جندت المجموعات المتطرفة في سوريا منذ بداية عام 2015 أكثر من 20 ألف مقاتل، خدمة لقضيتها، وكانت أغلبية هؤلاء المقاتلين قد انضمت إلى صفوف «داعش» لسبب رئيسي في نجاح عمليات التجنيد، ألا وهو مهارة أعضائها باستخدام الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أتاح لها توسيع نطاقها من نزاع يقتصر على فئة معينة في سوريا والعراق إلى عنصر جذب عالمي.

* تجربة «القاعدة»
يُعتبر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أفضل من أوصل أفكار التنظيم على أوسع نطاق. فقد ابتكر فكرةَ إرسال الرسائل باللغة الإنجليزية عبر مجلة «إنسباير» بتأثير من الراحل أنور العولقي وسمير خان، وهما اللذان شجعا على تنفيذ هجمات فردية رفيعة المستوى في الغرب، إلا أن الإصدارات الإعلامية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تراجعت كمًا ونوعًا، بعد أن طرده الجيش اليمني من أماكن آمنة مهمة خلال صيف 2012.

* التجربة السعودية: حملة السكينة

تأسس ما وُصِف بـ«البرنامج الأوسع نطاقًا، والأعلى تمويلاً والأكثر استمراريةً لمحاربة الإرهاب»، في السعودية، ويؤرخ هذا البرنامج مسبقًا تقدم «داعش» ويستخدم مختلف أدوات إرسال الرسائل المضادة بما في ذلك المشاركة الإعلامية، الخطاب الديني، والاستشارة وحتى التعاون الدولي. وبدأ الجزء المتعلق بالإنترنت من هذا المجهود، الذي يُعرف باسم حملة السكينة، في عام 2004.
ومنذ عام 2008، ادّعت حملة السكينة أنها أقنعت 877 فردًا عبر الإنترنت برفض الآيديولوجيات المتطرفة.

* التجربة البريطانية: «المنع»

سجلت المملكة المتحدة نشاطًا أكثر من الدول الأوروبية الأخرى في مجال مكافحة التطرف العنيف، والدليل على ذلك هو برنامج ««Prevent (المنع) الذي أطلقته في عام 2007 والذي سعى إلى تحدي التطرف في المدارس، والجامعات وعبر الإنترنت.
ورغم الجهود الرامية إلى مكافحة رسائل «داعش»، استمر تدفق البريطانيين إلى «داعش»، الأمر الذي أثار التساؤل حول فعالية برنامج «المنع» وما إذا كان يمكن إلقاء اللوم على الآيديولوجية أو شكاوى السياسة الخارجية والعزل الاجتماعي.
وقد قدّم القطاع الخاص في المملكة المتحدة نُهُجًا مختلفة ومثيرة للاهتمام لمواجهة دعاية «داعش»، كما نلاحظ في سلسلة فيديو «عبد الله إكس» (Abdullah – X) التي أعدها متطرف سابق. ولكن، بينما تبدو هذه المبادرة مبدعة جدًا، تراها بقيت صغيرة ومحدودة التركيز.

* التجربة الأميركية: مركز الاتصالات الاستراتيجية

تتراوح الجهود الأميركية لمواجهة رسائل «داعش» في مكان ما بين الجهود العربية الواسعة النطاق والقديمة والجهود الأوروبية البسيطة والحديثة نسبيًا. تأسس مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب رسميًا في سبتمبر 2011 وتجلت مهمته في «التنسيق مع أنشطة التواصل الحكومية الواسعة كافة المناهضة لتنظيم القاعدة وحلفائه ومناصريه وتوجيهها وإعلامها»، في ذلك الوقت، كان مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب عملية بسيطة تختلف على ما يبدو مع معتقد أن التهديد الذي يطرحه الإرهاب قد بدأ أخيرًا بالانحسار. حاول المركز منذ عام 2011 وحتى عام 2014 القيام بشيء غير اعتيادي لطرح رسائل مضادة منسوبة وهادفة ضدّ «داعش» باللغتين العربية والإنجليزية.
بدأ مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب كمجهود لمواجهة «داعش» ورسالة أوسع موجهة لتنظيم القاعدة. ففي مايو 2014، حين سيطر «داعش» على الموصل وأعلن «عودة الخلافة»، صعّد المركز سرعته التشغيلية وحصر عمله في أغلب الأحيان بمواجهة دعاية «داعش». رغم تحويل تركيزه، وغالبًا ما احتفظ المركز بالميزانية ذاتها وفريق العمل ذاته منذ العام 2012 في أوجه، لم يتخطَّ عدد فريق عمل المركز من عاملين ومحررين باللغتين العربية والإنجليزية 15 شخصًا.
إن ضيق تركيز مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب على دعاية «داعش» سمح بدعم الإنتاج الإجمالي في المركز. في عام 2014، أصدر المركز ما لا يقل عن 93 فيديو باللغة العربية.

* التجربة الامارتية: مركز «صواب»

ويُعتبر مركز صواب المشابه لمركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب وأطلق في يوليو (تموز) 2015 في الإمارات العربية المتحدة أحد النُّهُج الجديدة التي تستدعي المتابعة.

* التقييم

لم تكن النماذج السعودية، حملة «السكينة» أو البريطانية «المنع»، أو الأميركية «مركز الدراسات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب»، أو سلسلة «عبد الله إكس» جيدة أو سيئة في حدّ ذاتها، إذ كان لكل منها دور تؤديه. عيبٌ فِطري شابَ هذه النماذج جميعها فلم يتمكن أيّ منها بشكلٍ كامل من تأمين رد شبيه لمزيج منظم مما تقدمه رسائل «داعش» من قوة قاتلة وصدق ثوري، ولا يعني هذا العيب الرئيسي أن الرسائل المضادة لا يمكنها أن تساعد في إصابة جزءٍ من النداء المتطرف من خلال إلقاء الضوء على التنافر والتناقضات في رواية العدو.

* التوصيات

لا بدّ أن تكون نتيجة هذه الاستراتيجية واضحة: يجب أن تتوفر مواد عالية التقنية من مختلف الأنواع المتاحة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي لصدّ دعاية داعش (…) يتوجب أن تضم هذه الاستراتيجية مجموعة واسعة من النهج والتكتيكات، بما في ذلك نهج يستند إلى الدين عند الضرورة، التهكم، المزاح، التسلية والموسيقى.
في النهاية، لـ«داعش» بحدّ ذاتها نهج متعدد الوجوه، فهي عبارة عن تنظيم استخدم مناصروه بنجاح مشاهد الحرب، قطع الرؤوس، التفجيرات، المواعظ، وحتى القطط للترويج لتنظيمهم.

The post معهد واشنطن: «داعش» يحصل على لقب «الأسوأ» لدى المغردين في السعودية appeared first on المجلة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 26

Latest Images

Trending Articles





Latest Images